تنتشر معلومات على وسائل التواصل الاجتماعي حول احتمال حدوث تغيرات هرمونية لدى الرجال تؤثر على سلوكهم ومزاجهم، رغم عدم وجود إثبات قاطع لذلك. ومع ذلك، يعتقد بعض العلماء أن هذه التغيرات ممكنة، على الرغم من أنها تختلف تماماً عن الدورة الشهرية لدى النساء.
يعتبر هرمون التستوستيرون هرموناً جنسياً أساسياً يُنتَج بشكل رئيسي في خصيتي الرجل وفي المبايض لدى النساء، بكميات أقل. هذا الهرمون يساهم في تطوير السمات الجنسية الثانوية مثل نمو العضلات وشعر الجسم لدى الرجال، بالإضافة إلى الحفاظ على كتلة العظام والرغبة الجنسية.
على الرغم من عدم وجود دورة شهرية لدى الرجال بالمعنى التقليدي، تشير بعض الدراسات إلى وجود دورة هرمونية تتمثل في تقلبات يومية لمستوى التستوستيرون. وقد أطلق على هذه الحالة اسم “متلازمة الرجل العصبي”، وهو مصطلح بدأ تداوله في بداية الألفية الثالثة رغم أنه لا يُعترف به من منظمة الصحة العالمية.
دراسات استمرت 35 عاماً أظهرت أن الرجال قد يعانون من تقلبات مزاجية شديدة مثل الاكتئاب والغضب، مما يؤثر على علاقاتهم. ومع ذلك، يشكك بعض الباحثين في صحة هذه المتلازمة كحالة طبية حقيقية، ويرون أن الأعراض قد تكون ناتجة عن عوامل نفسية أو بيئية.
بينما تتبع الدورة الشهرية لدى النساء نمطاً منتظماً وتأثيراً مباشراً على الصحة الإنجابية، فإن التغيرات الهرمونية لدى الرجال ليست بنفس التأثير المباشر. مستويات التستوستيرون لدى الرجال تتقلب يومياً، وتكون في أعلى مستوياتها في الصباح وتنخفض تدريجياً طوال اليوم، دون أن تؤثر على الإنجاب كما هو الحال مع النساء.
الدكتور يمان التل، استشاري الصحة الجنسية، يوضح أن هذه التقلبات اليومية يمكن أن تُستغل لتحسين الأداء الشخصي، مشيراً إلى أن الأداء الجنسي قد يكون أفضل في الصباح عندما تكون مستويات التستوستيرون في ذروتها. لكنه يحذر أيضاً من تأثير هرمون التوتر (الكورتيزول) الذي يتنافس مع التستوستيرون في الجسم في حال تعرض الرجل للضغوط النفسية.
رغم أن “متلازمة الرجل العصبي” ليست معترفاً بها على نطاق واسع، إلا أن بعض الأعراض مثل التقلبات المزاجية والإرهاق وانخفاض الرغبة الجنسية قد تكون مرتبطة بتغيرات هرمونية لدى الرجال، سواء كانت يومية أو نتيجة للتقدم في العمر.